Page 68 - web
P. 68
مؤتمر ميونخ للأمن 2022 68
انعقد المؤتمر الثامن والخمسون هذا العام تحت شعار
«التغلب على العجز» ،في وقت يشهد العالم فيه العديد
من الملفات السياسية والدفاعية الساخنة وذات التطورات
السريعة ،خاصة تداعيات كورونا وأزمة المناخ والطاقة
وأزمة الحرب الروسية الكرواتية ،كما طرح المؤتمر العديد
من التساؤلات حول بنية النظم الأمنية ،والمباحثات مع
إيران حول الاتفاق النووي.
وأورد المؤتمر في تقريره عن هذا اللقاء العديد من
المخاوف واص ًفا وجود شعور جماعي بالعجز لدى بعض
الدول والمجتمعات أمام التحديات الكبيرة التي واجهها
العالم ،خاصة في عام 2020بعد اندلاع جائحة كورونا،
وأن عام 2021لم يكن عا ًما للتفاؤل ،حيث هيمنت
أزمات عدة على العالم؛ ما ضاعف من الشعور بالعجز
أمام هذه الأزمات ،لاف ًتا النظر إلى أزمات ،مثل انسحاب
الولايات المتحدة وحلفائها من أفغانستان وقدرة
الغرب على بناء هياكل وتشريعات لتعزيز الاستقرار في
مناطق أخرى من العالم .كما أثار تساؤلات حول الدور
الأوروبي في الساحل الإفريقي ،وعلى الرغم من أن هذا
الإقليم شهد جهو ًدا هائلة لبناء السلام منذ عام ،2013
فإن الوضع الأمني هناك في تدهور مستمر ،كما أشار
التقرير إلى عدد من الأزمات في العالم ،مثل التوترات
في القرن الإفريقي وارتفاع نسبة عدم المساواة ،وكذلك
مشاكل سلاسل التوريد العالمية.
انتشار واسع النطاق للطوارئ الإنسانية .لكون منطقة البحر ماذا ناقش مؤتمر ميونخ 2022؟
الأحمر نقطة حاسمة للتجارة الدولية ،وهي رابط أمني مهم. نتائج مؤتمر ميونخ للأمن 2022لا تعكس فقط
المستوى العالي للمخاطر التي يتصورها المشاركون في
وبخلاف الأزمات العسكرية والأمنية سلط مؤتمر ميونخ مجموعة الدول السبع ودول البريكس ،لكن أي ًضا
2022الضوء على الأزمة العالمية لسلاسل التوريد باعتمادها توحي بظهور «العجز الجماعي» في مواجهة عدد كبير
من الأزمات التي تعزز بعضها بع ًضا ،وعدم القدرة على
«نقاط فشل فردية» ومصادر توريد مشحونة من الناحية السيطرة على التحديات التي يواجهونها .سواء أكان جائحة
الجيوسياسية بسبب الأهمية الإستراتيجية لسلاسل التوريد لا نهاية لها أو التهديد الملموس بشكل متزايد للتغير المناخي،
التقنية ،ولكن على الرغم من التحديات التي تمت مناقشتها أو نقاط الضعف المزعجة في عالم مترابط ،أو تزايد التوترات
الجيوسياسية ،كل هذه التحديات تسهم في الشعور بفقدان
فإنه لا يزال هناك سبب وجيه للاعتقاد بأنه من الممكن
«التخلص من العجز» وإحياء التفاؤل وإثبات أن العالم لديه السيطرة وعدم القدرة على مواجهتها.
الفرصة لعكس التيار والعمل الجماعي وكيف أنهم يخاطرون وناقش المؤتمر كيف أن عام 2021لم يبدد المخاوف
البشرية ،على سبيل المثال الانسحاب مع الفوضى من
بأن يتم جرفهم بعي ًدا في حال المواجهة بشكل فردي. أفغانستان ،إضافة إلى القدرة على بناء هياكل دولة شرعية
بها؛ حيث إنها الآن على شفا أسوأ أزمة إنسانية في العالم،
مع تقييد الحريات المدنية بشدة تحت حكم طالبان ،كذلك
الأزمة في منطقة تيغراي الشمالية في إثيوبيا ،مما تسبب في
خلال العقود الأولى من عمر المؤتمر كان الحضور محدو ًدا
والنقاشات تتركز حول السياسات الغربية ضمن الإطار
الشامل لمواجهات الحرب الباردة.